الحلم الجزائري- بين كفاح الشعب وتحقيق النهضة المنشودة.

المؤلف: إبراهيم الديب08.18.2025
الحلم الجزائري- بين كفاح الشعب وتحقيق النهضة المنشودة.

الشعوب، بتوحدها وعزيمتها، تصنع الأحلام، تخوض المعارك، وتحقق الغايات المنشودة. التاريخ يشهد على ذلك بأحداثه الجلية وحقائقه الراسخة. الشعب الأمريكي، على سبيل المثال، حلم بالاستقلال وتأسيس دولة حديثة وقوية، وناضل من أجل ذلك خلال ثورة طاحنة امتدت من عام 1765م إلى 1783م، حتى تجسد حلمه في دستور وطني موحد عام 1791م، وإرساء دعائم ديمقراطية متينة، الأمر الذي مهد الطريق نحو التطور والازدهار، ليتحقق حلمه في غضون أقل من نصف قرن ببناء أعتى دولة في العالم.

وبالمثل، الشعب الياباني، إثر الدمار الذي حل ببلاده في الحرب العالمية الثانية عام 1945، تطلع إلى دولة عالمية عظمى. وفي فترة وجيزة لم تتجاوز الخمسين عامًا، تحقق حلمه بدولة ديمقراطية عصرية، تحتل مكانة رائدة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتنضوي ضمن الدول الثماني الكبرى في العالم.

وشعب جزر سنغافورة، بعد أن طرد من الاتحاد الماليزي في عام 1965م، تاقت نفسه إلى دولة حديثة وقوية. وبعد أقل من خمسين عامًا، أثمرت جهوده دولة ديمقراطية معاصرة، تتمتع بأعلى معدلات النمو الاقتصادي، وأرقى مستويات المعيشة لمواطنيها على مستوى العالم.

أما الشعب التركي، وبعد سلسلة من خمسة انقلابات عسكرية متتالية على ديمقراطيته، وتبديد فرص التنمية والتقدم منذ عام 1960، فقد انتفض مدافعًا عن حلمه بكل ما أوتي من قوة ضد الانقلاب السادس في عام 2016م. وانتصر على العسكر المتطاولين على إرادة الشعب وحقوقه، وحافظ على ديمقراطيته، وفرصته في التنمية، ليتحقق حلمه بدولة قوية صاعدة بسرعة فائقة نحو مصاف الدول العشر الكبرى في العالم.

والشعب الجزائري، حلم بدولة حرة مستقلة، وسطر حلمه في الفاتح من نوفمبر/تشرين الثاني 1954م على أيدي القادة الستة الكبار: مصطفى بن بولعيد، والعربي بن مهيدي، ومحمد بوضياف، وكريم بلقاسم، وديدوش مراد، ورابح بيطاط، الذين أرسوا دعائم الحلم الجزائري العظيم. ومن بعدهم، أنجبت الجزائر آلافًا وملايين الشباب العظام، ليتحملوا مسؤولية إكمال هذا الحلم، وإنه لقريب بإذن الله.

الحلم الجزائري العظيم

بتحقيق تحول ديمقراطي حقيقي وراسخ، وتنمية اقتصادية وبشرية شاملة، ونهضة شاملة في شتى مجالات الحياة، هو حتمية لا تقبل الجدل. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى يتحقق هذا الحلم؟ وكيف؟ ومن سينال شرف تحقيقه من النخبة الحاكمة والسياسية المتنوعة في الجزائر؟

الجزائر اليوم تقف على مفترق طرق حاسم، وتواجه فرصة تاريخية غير مسبوقة في تاريخها الحديث لتحقيق الحلم الجزائري في التحول الديمقراطي، والولوج إلى مسار التنمية والنهوض. مع التحذير الشديد من مغبة سلوك الطرق الأخرى التي قد تفضي إلى الدولة الفاشلة. هذه الرسالة موجهة إلى النخبة القيادية والوطنية المسؤولة عن القرار في الجزائر الآن، حيث تعيش الجزائر الموجة الخامسة من سلسلة الموجات الشعبية الساعية إلى تحقيق الحلم الجزائري بدولة ديمقراطية شعبية حديثة، تنعم بالاستقرار السياسي، والتداول السلمي للسلطة، والتنمية والازدهار الاقتصادي، الذي تعود ثماره على جميع شرائح وطبقات الشعب الجزائري، بما يمتلكه من مقومات بشرية وجغرافية واقتصادية، تجعله في مصاف أفضل الشعوب رخاءً ومستوى معيشة في العالم.

لقد وجه الشعب رسالة قوية وبليغة، مفادها أنه لا يريد لقوة سياسية واحدة أن تستأثر بالحكم في الجزائر، فتبدد على الشعب الجزائري فرصته في التحول الديمقراطي. رسالة شعبية قوية بنبرة عالية، يملؤها الكثيرون بمشاعر الأمل المحفوف بالغضب والترقب: نريد حكومة وحدة وطنية، ومشروعًا وطنيًا حقيقيًا لتحقيق الحلم الجزائري، حتى لا نضطر إلى موجة سادسة، قد تجرف المركب الجزائري إلى المجهول.

خمس موجات شعبية شبابية أرسلت رسائلها بضرورة التحول الديمقراطي، وتستدعي الاستماع والفهم والاحترام والتقدير والاستجابة، حتى لا تقع الجزائر في المحظور الأكبر.

الموجة الأولى: عندما خرج الشعب الجزائري في منتصف التسعينيات، مطالبًا بحقه في المشاركة في السلطة والثروة، وتحمل مسؤولية الحكم، والتعبير عن ذاته ومواهبه وقدراته في تنمية بلاده. انتهت الموجة الأولى بصراع دموي أودى بحياة عشرات الآلاف في الجزائر، ولم يتحقق التحول الديمقراطي، وتأجل الحلم الجزائري العظيم.

الموجة الثانية: موجة هادئة، رضي فيها الشعب الغاضب الساخط بأن يصمت، حتى تتم معالجة آثار الحقبة الدموية المصطنعة، ليضيع الحلم الجزائري العظيم، وتمر 20 عامًا أخرى من عمر 40 مليون مواطن جزائري مع حكم بوتفليقة، بين محاولات التخدير والتسكين بلا جدوى. ورغم صراخ الشعب من أعماقه، فإن التحول الديمقراطي لم يتحقق بعد.

الموجة الثالثة: خرج الشعب ورفع شعاره "لا للعهدة الخامسة"، حتى انتصر وخرج بوتفليقة، بعد الانحياز الجزئي المؤقت من الجيش لمطالب الحراك الشعبي الذي استمر لمدة 48 أسبوعًا متتاليًا، ولكن في المجمل العام، لم يتحقق التحول الديمقراطي بعد.

الموجة الرابعة: عندما منح الشعب الغاضب المترقب القايد صالح ثم الرئيس تبون الفرصة لتفكيك الدولة العميقة، وتطهير البلاد من العصابة، والولوج إلى طريق التحول الديمقراطي. وتمت عمليات تطهير شكلية، كمحاولة لتخدير وتسكين الشعب شديد الغضب عظيم الصبر والحكمة، ولم يتحقق التحول الديمقراطي بعد.

الموجة الخامسة: عندما جاءت الانتخابات النيابية في يونيو/حزيران 2021، والتي عبّر بها الشعب شديد الغضب والحنق على ما يجري على مدار ما يقارب 70 عامًا الأخيرة دون نتيجة حقيقية، عبّر بطريقته بضعف مشاركته في الانتخابات بنسبة بلغت 30.20%، وهي نسبة الإقبال الأقل التي تشهدها انتخابات تشريعية في البلاد، منذ 20 عامًا. إذ بلغت نسبة المشاركة في انتخابات عام 2017، 35.70%، في حين سجلت انتخابات عام 2012 نسبة مشاركة بلغت 42.90 %، ولكن الشعب على الرغم من محاولات تغيير وسرقة جزء غير قليل من خياره ورأيه، وضع ثقته موزعة على المكونات السياسية الكبرى الستة: جبهة التحرير 105 مقاعد، حركة حمس 64 مقعدا، والتجمع الوطني 57 مقعدا، والأحرار 78 مقعدا، وجبهة المستقل 48 مقعدا، وحركة البناء 40 مقعدا، فضلا عن 12 مقعدا موزعة بين بقية الأحزاب.

وبذلك قدم الشعب رسالة قوية وبليغة بأنه لا يريد لقوة سياسية واحدة أن تنفرد بالحكم في الجزائر، فتضيّع على الشعب الجزائري فرصته في التحول الديمقراطي، رسالة شعبية قوية بنبرة عالية ملأها كثيرون بمشاعر الأمل المحفوف بالغضب والترقب: نريد حكومة وحدة وطنية، ومشروعا وطنيا حقيقيا لتحقيق الحلم الجزائري حتى لا نضطر إلى موجة سادسة ربما تأخذ المركب الجزائري إلى المجهول ويغرق الجميع وأولهم النخبة الحاكمة والسياسية التي لم تتمكن من تحقيق الحلم الجزائري العظيم.

والسؤال الكبير الآن هو: كيف نحقق الحلم الجزائري العظيم؟

وما معطيات ومبادئ ومقومات وخريطة طريق تحقيقه؟

وما مخاطر المراوغة ومحاولات التسويف والتأجيل؟

أولا: المعطيات الراهنة لتحقيق الحلم الجزائري العظيم

  1. الفرصة العالمية السانحة حاليا في ظل واقع عالمي متعدد الأقطاب، يتميز بوتيرة متسارعة تصل إلى درجة السيولة السياسية، وما يسمى بسياسة التحالفات السياسية المرنة على الملفات، بدلا من التحالفات الإستراتيجية الصلبة. هذا الواقع يتيح مساحة واسعة وفرصًا ثمينة، تحتاج إلى من يدركها ويقتنصها لتحقيق أهدافه الوطنية الخاصة، وبخاصة من دول الأطراف والمجتمعات الساعية للتحرر والتحول الديمقراطي، والدول الناشئة والصاعدة.
  2. تضاؤل الدور الفرنسي في جنوب المتوسط والساحل الغربي لأفريقيا، وإخفاق مشروع مجموعة الساحل الخمس بقيادة فرنسا، بالإضافة إلى الأوضاع الاقتصادية والسياسية الداخلية المعقدة التي تعاني منها فرنسا.
  3. النضج السياسي العميم الذي بلغته القوى السياسية المختلفة في الجزائر، وفي مقدمتها حركة مجتمع السلم ذات التاريخ المديد في النضال السياسي والإصلاحي، كمؤسسة جزائرية وطنية أصيلة، معبرة عن شريحة واسعة من الطيف الإسلامي في الجزائر، وتمثل الركيزة الأساسية للهوية الوطنية الجزائرية، المعززة بالمقومات الدينية والحضارية، القادرة على تحقيق تحولات اجتماعية وقفزات تنموية كبيرة، لتحقيق الحلم الجزائري بحكم طبيعة الشعب الجزائري المتجذر التدين بفطرته. هذا ما تجسده "حمس" حضاريا وتنمويا باعتدالها في فهم الدين، وإدراك واحترام معطيات الواقع، وكيفية تنزيل وتفعيل حقائق الدين حضاريا على الواقع، حيث قدمت رؤيتها ومشروعها وبرامجها التنموية لحل مشكلات الجزائر، وتلبية تطلعات الحلم الجزائري العظيم، وفق ما اطلعنا عليه من رؤى وبرامج ومشروعات إصلاحية بالجزائر خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
  4. النضج السياسي العميق الذي تتمتع به المكونات السياسية الجزائرية كافة، والذي تجلى في قيادتها التشاركية الضمنية التي أبهرت العالم في الحراك الشعبي الحضاري الجزائري على مدار 48 أسبوعًا متتالية، وفي رغبتها بتشكيل حكومة وحدة وطنية، لتحمل المسؤولية التاريخية في تحقيق الحلم الجزائري العظيم.
  5. الخطوات الأولية التي اتخذها الجيش في استجابته لمطالب الحراك الشعبي، وصونه للدستور ومصالح الشعب، وتلبية مطلب الأمن والاستقرار.
  6. محدودية، بل ربما انتهاء خيارات الدولة العميقة والعصابة، كما يسميها الشعب الجزائري، في تجاوز إرادة ورسائل ومطالب الشعب الغاضب الواعي بالتحول الحقيقي إلى الخيار الديمقراطي الحقيقي، والكف عن محاولات المراوغة والتسويف والتخدير والتنويم، وإضاعة الفرص.

ثانيا: أسس تحقيق الحلم الجزائري العظيم

لكل تحولات اجتماعية وسياسية ناجحة سجلها التاريخ الإنساني أسس وقوانين صارمة لا تقبل الجدال، أو الانحراف عنها، أو التخلي عن جزء منها، وتتمثل في:

  • الحرية وفرص التنمية تُنتزع انتزاعًا من بين براثن لصوصها التاريخيين، الذين رسخوا لمصالحهم شبكة واسعة تتفرع منها شبكات أصغر من أصحاب النفوذ في الإعلام والاقتصاد والسياسة، حتى يحافظوا على مكاسبهم إلى آخر العمر، كما يظنون، على حساب شعوبهم المفقرة ووطنهم المدمر.
  • وجود رؤية موحدة لدى جميع مكونات المجتمع وقواه السياسية الوطنية المخلصة، تتمثل في التحول الديمقراطي الشعبي الحقيقي الشامل، وتمكين الشعب من فرصته في التعبير عن نفسه بتنمية وطنه بنفسه.
  • تغليب المصلحة العامة في تحقيق الحلم الجزائري العظيم على أي مصالح حزبية أو شخصية ضيقة.
  • اقتناص الفرصة وعدم الاستسلام لمحاولات تغييب وعي الشعب وخداعه وتخديره وتنويمه، وتبديد الفرصة التاريخية الراهنة.
  • لا تحول حقيقي دون حراك شعبي مستمر، وهذا يتطلب استمرار اليقظة والحراك والضغط الشعبي، ووضع أعداء الديمقراطية والتنمية تحت الضغط الشعبي الحضاري المصمم على انتزاع حقوقه وفرصته.
  • الاعتماد على الذات الوطنية الحرة القوية المستقلة، فلم يسجل التاريخ حالة واحدة، ولا حتى نصف أو ربع حالة، قامت فيها المؤسسات الدولية أو دولة ما بتحرير دولة أخرى، ومنحها الحرية والديمقراطية وفرص التنمية.
  • استمرار يقظة ومراقبة الشعب للأداء الحكومي الجديد، وانطلاق وسير قطار الديمقراطية والتنمية، وإلا العودة إلى الشارع والحراك مرة أخرى، لمنع كل من يحاول المساس بحقوق الشعب.

ثالثا: مرتكزات تحقيق الحلم الجزائري العظيم

المشروع الوطني يسبق تشكيل الحكومة. مشروع وطني يجيب عن الأسئلة المتعلقة بالاقتصاد والسياسة وكيفية تحقيقها، وبرامج ومعايير تحقيقها، والكفاءات والقدرات البشرية اللازمة لقيادة تحقيقه، عبر لجنة وطنية متكاملة من جميع القوى السياسية الناجحة في الانتخابات، والمكلفة شعبيا بتحقيق الحلم الجزائري العظيم.

  • تشكيل حكومة تكنوقراط وفق الكفاءات والقدرات الوطنية اللازمة لتحقيق المشروع، على أن تشارك جميع القوى الناجحة في توفيرها بالتوافق في ما بينها.
  • استكمال مسيرة محاكمة العصابة واسترداد الأموال الجزائرية المنهوبة.
  • التحرر من اقتصاد النفط، والانتقال إلى تنويع مصادر الاقتصاد الجزائري، خاصة وأن الجزائر تمتلك مقومات بشرية وطبيعية وجغرافية متنوعة وغنية، تستطيع أن تنقلها سريعا إلى اقتصاد المعرفة، والإنتاج الزراعي والحيواني والتعديني والسياحي… إلخ.
  • تركيز الاهتمام على إصلاح الشأن الداخلي وتطويره، بالعمل على تصفير جميع المشكلات الإقليمية، وتوفير بيئة داعمة للاستقرار والتحول الديمقراطي الهادئ والتنمية.
  • الدخول في تحالفات اقتصادية قوية وثرية وداعمة، خاصة مع تركيا والصين.
  • تحقيق قصة نجاح وطني في أسرع وقت ممكن، لتصبح الركيزة الأولى لإعادة الثقة الشعبية، وقطع الطريق على العصابة، وانطلاق قطار الديمقراطية والتنمية الجزائري.
  • استمرار الحراك الشعبي في الجمعة الـ49، بالتوازي مع خريطة التوافق على المشروع الوطني وتشكيل الحكومة، واستمراره حتى الاطمئنان الكامل، بالتوازي مع خريطة طريق التحول الديمقراطي وسير قطار التنمية، لتحقيق أهداف إستراتيجية عدة، فيكون:
  • ظهيرا وداعما لقوى الإصلاح الوطني المنتخبة والقائمة على تنفيذ الحلم الجزائري.
  • رقيبا شعبيا أسبوعيا على أي محاولة لسرقة أو تعطيل الحلم.
  • رادعا للعصابة وأعداء التحول الديمقراطي.
  • معززا وشاكرا وداعما لمراحل النجاح المتحققة، وشاهدا على مرحلة من أخطر مراحل التاريخ الجزائري.
  • راسمًا لخريطة طريق تحقيق الحلم الجزائري العظيم.

وذلك من خلال العمل على:

  1. تشكيل لجنة علمية وطنية لتصميم المشروع الوطني وبرامج تحقيقه، والكفاءات والقدرات العلمية اللازمة لتحقيق الحلم الجزائري العظيم.
  2. طباعة وتوزيع وشرح المشروع للشعب ومراحله المختلفة، وآليات مراقبته ودعمه والمحافظة عليه.
  3. تشكيل حكومة تكنوقراط بناء على توافق نسبي من القوى الناجحة.

والحذر كل الحذر من الفرقة، والانشغال بالتنظير السياسي في البيانات والخطب، والسكون الشعبي، وترك الفرصة لتغول السلطات الحكومية على إرادة الشعب، والوعي بمخاطر المراوغة ومحاولات التلاعب بعقول وإرادة وخيار الشعب، والتسويف والتأجيل والذهاب إلى المجهول.

إنما النصر صبر ساعة، وأقول للشعب الجزائري العظيم: صبرتم عقودًا طويلة، ونزلتم إلى الشارع 48 أسبوعًا متتالية، والآن جاءتكم الأيام والساعات والدقائق الحاسمة لوجودكم في ميادين العاصمة والمدن الأخرى الكبرى، ليل نهار حتى تراقبوا وتتابعوا وتتموا حلم الجزائر العظيم.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة